محاضرة الباحثة إيمان الحمود في مركز المسبار للدراسات والبحوثyes
الحمود: الحكومة الفرنسية أدارة الأزمة إعلاميا بشكل جيد وفعال
الحمود: أكثر من 60% من الفرنسيين يرون الأولوية لـ”الأمن”
الحمود: إيران لديها لوبي فاعل وقوي في أوربا على العكس من دول الخليج
أكثر من 60% من الفرنسيين يرون أهمية وأولوية الأمن على حرية التعبير في هذه المرحلة، عقب هجمات 13 نوفمبر في العاصمة باريس، وفق ما كشف عنه إحصاء أجري عقب الحادثة”. هذا ما تحدثت به الباحثة السعودية المقيمة في باريس، إيمان الحمود، في المحاضرة التي نظمها “مركز المسبار للدراسات والبحوث” في دبي، يوم الخميس الماضي 25 نوفمبر، والتي تناولت “دور وسائل الإعلام في إدارة الأزمات”، متخذة من الأحداث الدامية التي شهدتها العاصمة الفرنسية مثالا على ذلك.
الإعلامية الحمود أشارت إلى أن فرنسا عاشت أحداثا استثنائية في 13 نوفمبر، بعد هجمات إرهابية ضربت مواقع متعددة من العاصمة، وأجبرت الدولة على اتخاذ اجراءات غير عادية لاحتواء الوضع هناك .
هذا الوضع فرض أيضا دورا مختلفا قام به الاعلام الفرنسي، على اعتباره “أداة رئيسية في إدارة هذه الأزمة”.
الأزمة برأي الحمود، ليست وليدة الساعة، بل مرت بمراحل ثلاث، وهي: الميلاد، النمو، والنضج. معتبرة أنه “في الحالة الفرنسية وصلت الأزمة مرحة النضج، عندما وجد الخطاب المتطرف طريقه إلى هؤلاء الشباب، والذين ينتمي معظمهم إلى أصول مهاجرة”. مبينة أنه “مع ظهور التنظيمات المتطرفة، ولاسيما تنظيم داعش، استقطب هذا الخطاب المئات من الشباب في فرنسا، فيما الأسباب لا تزال مجهولة”.
من الأسباب الرئيسة التي جعلت القوى الأصولية تستقطب الشباب الفرنسي هو “نشأة هؤلاء الشباب في بيئات منغلقة. ووسط ثقافة تربيهم على أنهم جزائريين أو مغاربة أو تونسيين أولا”. وهو برأي الحمود ما أضعف مفهوم “الانتماء الفرنسي” لدى هؤلاء. يضاف لذلك “الثقافة السائدة التي تجعلهم يشعرون أنهم مهمى عملوا سيبقوا مهمشين، ولن يكون لهم نصيب في الوصول إلى مراكز متقدمة وقيادية”. مبدية في ذات الوقت استغرابها من “الانغلاق الذي تعيشه بعض الجاليات المسلمة في فرنسا، وتحديدا المغاربية”.
الإعلامية العاملة في إذاعة “منت كارلو الدولية”، أشارت إلى أن الإعلام الفرنسي كان في البداية في مرحلة “الصدمة” إثر الهجمات الدامية، وهو بدأ نقلا مباشرا للهجمات لـ”محاولة فهم ما يجري”. مضيفة أنه” كانت صدمة أن يكون منفذوا الهجمات هم من حملة الجنسية الفرنسية، حيث كان متوقعا أن يكونوا عربا سوريين أو خليجيين”. ولذا سعى الإعلام للحصول على إجابة على سؤال وجده مركزيا، وهو: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟.
دور رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند، ورئيس وزرائه، والفريق الحكومي المعني، كان “إيجابيا وفعلا” براي الحمود، في إدارتهم للأزمة إعلامييا. حيث تواجدوا في وسائل الإعلام بشكل مكثف، كما تواصلوا مع الناس عبر “الشبكات الإجتماعية”، وتحديدا “تويتر”، وهو ما انعكس بشكل مباشر وبناء على العلاقة مع الناس والتخفيف من حدة الغضب والقلق.
تنظيم “داعش” بث بعيد هجمات باريس أكثر من 400 فيديو عبر منصات إعلامية مختلفة، وهو ما دفع الحكومة الفرنسية للتفكير جديا بمراقبة مواقع الجماعات الأصولية وحجبها، تقول الباحثة إيمان الحمود، مضيفة “فرنسا بدأت فعليا بذلك. وهي تعمل الآن على مراقبة ومواجهة إعلام الخصم”.
من جهة أخرى، انتقدت الحمود غياب “الصوت الخليجي إعلاميا في فرنسا. حيث لا توجد هنالك لوبيات خليجية فاعلة، تدافع عن دولها ومصالحها”. خصوصا وأنه بعيد الأحداث “تعالت بعض الأصوات اليمينية التي اتهمت دول الخليج بالتطرف. وهو ما كان يتوجب أن يكون هنالك من يرد على مثل هذه الادعاءات”. مبينة أن “إيران لديها لوبي فاعل في أوربا وإمريكا، وهو ما نحتاج له.